كان جوهر مقالي السابق بعنوان "النفط ليس حكرا للطاقة" تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة لدى البعض حول النفط واستخداماته، حيث يعتقد البعض أن النفط ليس إلا مصدرا للطاقة بأنواعها المختلفة. للنفط استخدامات كثيرة جدا وتطبيقات مختلفة لا تقارن بأي مادة أخرى في العالم وليست حكرا على توليد الطاقة. على سبيل المثال تستخدم بعض المنتجات النفطية كوقود وفي قطاع البتروكيماويات فحدث ولا حرج، حيث ينتج من النفط الكثير من المواد التي تستخدم بشكل يومي في حياتنا بصورة يومية، منها على سبيل المثال، مواد التجميل والعقاقير الطبية والطلاء بأنواعه وبعض أنواع الإضافات الغذائية. منها أيضا الحبر والمبيدات الحشرية والأصباغ واللدائن والأسمدة والمذيبات. من بعض استخدامات النفط أيضا الشمع والهيدروجين الصناعي والأسفلت الذي نشق به الطرقات عبر الصحاري والغابات. تستخدم مشتقات النفط أيضا على صورة زيوت، فمنها الزيوت الطبية وزيوت المركبات بأنواعها ومواد التشحيم. ما تم ذكره أعلاه ليس إلا قليلا من كثير لاستخدام هذه المادة والثروة الطبيعية الأهم في العالم. أسعدني محمد النمري "أبا هتان" باتصال عقب نشر المقال واقترح عليّ مشكورا كتابة مقال بعنوان "الطاقة ليست حكرا على النفط" أوضح فيه مصادر الطاقة في العالم. للطاقة مصادر كثيرة في العالم منها الناضب ومنها المتجدد وتختلف نسبة استخدامها من دولة إلى أخرى بحسب طبيعة هذه الدولة من حيث الطبيعة الجغرافية وتوافر الموارد الطبيعية والوضع الاقتصادي لها وغير ذلك من العوامل. الوقود الأحفوري يحتل المرتبة الأولى في العالم كأهم مصدر من مصادر الطاقة حيث يشكل قرابة 87 في المائة منها. للتوضيح للقارئ الكريم، نعني بالوقود الأحفوري "النفط، والغاز الطبيعي، والفحم". ولا يخفى على القارئ الكريم أن الوقود الأحفوري بصوره الثلاث مصدر للطاقة ناضب. حاليا يحتل النفط المرتبة الأولى يليه الفحم وأخيرا الغاز الطبيعي، لكن بحسب بعض الدراسات الاستشرافية المختصة ستتبدل المراتب بين الغاز الطبيعي والفحم بحلول عام 2040، حيث يحتل الغاز الطبيعي المرتبة الثانية ويصبح الفحم المرتبة الثالثة ويبقى النفط على حاله المصدر الأول للطاقة في العالم. من مصادر الطاقة أيضا الطاقة النووية، حيث تشكل تقريبا 6 في المائة من مصادر الطاقة في العالم، وهي مصدر مهم للطاقة إذا ما روعي التقيد بأنظمة السلامة بشكل قوي واختيار المواقع المناسبة لإنشاء المفاعلات النووية. الطاقة المتجددة تعتبر من أهم مصادر الطاقة في المستقبل وهناك عمل دؤوب في جميع دول العالم لإحلالها بدلا عن الوقود الأحفوري الناضب رغم أن نسبتها الآن لا تتجاوز 6 في المائة من مصادر الطاقة في العالم. من أهم مصادر الطاقة المتجددة، طاقة الرياح والطاقة الشمسية اللتان تلقيان اهتماما كبيرا في المملكة، وما مشروع الطاقة الشمسية الذي تم توقيعه مع "سوفت بانك" إلا خير شاهد على ذلك، حيث سيكون أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بقدرة إنتاج تصل إلى 200 جيجاواط بحلول عام 2030 بإذن الله. هناك أنواع أخرى من مصادر الطاقة هي أقل شيوعا منها الطاقة الحرارية من جوف الأرض، والطاقة المائية التي تعتمد على حركة المياه المنهمرة طبيعيا أو المجمعة بواسطة السدود.
الطاقة ليست حكرا على النفط
- Details