أكد اقتصاديون أن الاتفاق السعودي الروسي حول سوق النفط، سيفتح آفاق التعاون المشترك في جوانب استثمارية وموافق سياسية مشتركة بما يخدم البلدين والمنطقة والعالم.
وقال الاقتصادي أحمد الشهري إن استعداد السعودية لمناقشة استقرار الأسواق يعتبر جزءا من دورها العالمي في مجموعة العشرين مما يجعل البقية أمام تحدٍّ حقيقي للقيام بدورهم في دعم الاقتصاد العالمي للخروج من حالة التباطؤ لمعظم الاقتصاديات المتقدمة والناشئة، بعد أن خفض صندوق النقد سقف توقعات النمو للاقتصاد العالمي إلى 3.1 في المائة لعام 2016م، ثم إن حالة التباطؤ قد تمتد إلى فترات أطول ما لم يساهم الجميع.
وأضاف: النظرة الاقتصادية المحايدة والمستقلة تؤكد أن تصريح معالي وزير الطاقة السعودي مبرر اقتصاديا؛ فالمبدأ يقوم على العمل مع روسيا غير العضو في أوبك لدعم ومناقشة آليات استقرار الأسعار سعريا بصفتها أحد أكبر المنتجين وليس تجميد الإنتاج ما لم يكن هنالك اتفاق واسع وكبير بين المنتجين من أوبك ومن خارج أوبك لمواجهة الفائض.
وقال إن السعودية ما زالت تحتفظ بقدرة كبيرة من الإنتاج تصل إلى 12.5 مليون يوميا، إلا أنها لم تتجاوز 10.7 مليون برميل يوميا في ظل الظروف الحالية مما يجعل السعودية لاعبا رئيسيا في الأسواق العالمية.
وعلى الرغم من التقاطعات بين السعودية وروسيا في سوريا أعتقد أن التعاون الثنائي يمثل فرصة لفتح آفاق من التعاون المشترك في الجوانب الاستثمارية والموافق السياسية المشتركة بما يخدم البلدين والمنطقة والعالم.
وقال الخبير النفظي المهندس عبدالرحمن النمري إن توقيع اتفاقية مشتركة بين أكبر دولتين منتجتين للنفط للتنسيق والتعاون لضبط أسواق النفط خطوة ممتازة وإيجابية من حيث المبدأ، ونتمنى أن تترجم الاتفاقية إلى آلية تطبق على أرض الواقع تكلل بتجميد الإنتاج كخطوة أولية يتبعها خفض الإنتاج لتخفيف تخمة السوق، مبيناً أن حديث الوزير خالد الفالح عقب توقيع الاتفاقية المشتركة يحمل في طيّاته رسالة مبطنة عندما قال «ليس من الضرورة تجميد الإنتاج في هذه الفترة وأن الأسواق تتعافى تدريجياً».
فالرسالة بأن السعودية ما زالت تمد يد التعاون للاتفاق على تجميد الإنتاج وأن الجميع بحاجة ملحة لهذه الخطوة ولكن بشرط أن يلتزم الجميع بذلك دون استثناء وعلى رأسهم إيران التي صرحت بأنها ليس لديهم مانع في التجميد ولكن بعد الوصول إلى إنتاجها قبل فرض العقوبات، فالوزير يعلم مدى تأثير روسيا على إيران ولعل هذا الاتفاق هو اختبار لروسيا «جس نبض» لجديتها في التعاون الذي سيتبين خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: الجميع سينتظر اجتماع الجزائر نهاية الشهر الحالي، لمراقبة تصريحات روسيا ومدى تعاونها وكذلك تصريحات إيران ونبرة صوتها قبيل الاجتماع أو بعده، فمن خلال هذه التصريحات نستطيع الحكم على جدية روسيا في الاتفاقية من خلال تأثيرها على حليفتها إيران. وتابع: سأنحاز إلى فئة المتفائلين، فهناك بصيص أمل للاتفاق على تجميد إنتاج النفط في اجتماع الجزائر المقبل، وذلك بسبب الظروف الراهنة، حيث إن معظم الدول تنتج بطاقتها الإنتاجية القصوى، وأضف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية غير الجيدة لمعظم الدول المصدرة للنفط، وعليه أعتقد بأن الفرصة ملائمة هذه المرة للتوافق والاتفاق على التجميد.
صحيفة الجزيرة